فصل: تابع حرف العين

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الاستيعاب في معرفة الأصحاب **


  تابع حرف العين

عبد الله بن عتبة أحد بني نفيل كان فيمن أشار إلى فروة بن هبيرة بلزوم الإسلام قاله وثيمة عن ابن إسحاق‏.‏

عبد الله بن عتيك الأنصاري من بني عمرو بن عوف‏.‏

قد تقدم ذكر نسبه عند ذكر أخيه جابر بن عتيك‏.‏

وعبد الله هذا هو الذي قتل أبا رافع بن أبي الحقيق اليهودي بيده وكان في بصره شيء فنزل تلك الليلة عن درج أبي رافع بعد قتله إياه فوثب فكسرت رجله فاحتمله أصحابه حيناً فلما وصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مسح رجله قال‏:‏ فكأني لم أشتكها قط وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم له وللذين توجهوا معه في قتل ابن أبي الحقيق إذ رآهم مقبلين وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر يخطب فلما رآهم قال‏:‏ ‏"‏ أفلحت الوجوه ‏"‏‏.‏

واستشهد عبد الله بن عتيك يوم اليمامة وأظنه وأخاه شهد بدراً ولم يختلف أن عبد الله بن عتيك شهد بدراً قال ابن الكلبي وأبوه‏:‏ إنه شهد صفين مع علي رضي الله عنه فإن كان هذا صحيحاً فلم يقتل يوم اليمامة‏.‏

وقد قيل‏:‏ إنه ليس بأخ لجابر بن عتيك وإن أخا جابر هو الحارث والأول أكثر‏.‏

والله أعلم لأن الرهط الذين قتلوا ابن أبي الحقيق خزرجيون والذين قتلوا كعب بن الأشرف أوسيون كذا قال ابن إسحاق وغيره ولم يختلفوا في ذلك وهو يصحح قول من قال‏:‏ إن عبد الله بن عتيك ليس من الأوس ولا هو أخو جابر بن عتيك وقد نسب في قول خليفة عبد الله بن عتيك هذا‏:‏ عبد الله بن عتيق بن قيس بن الأسود بن مري بن كعب بن غنم بن سلمة بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن زيد بن جشم بن الخزرج شهد أحداً وقتل يوم اليمامة شهيداً وروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

عبد الله بن عثمان الأسدي من بني أسد بن خزيمة حليف لبني عوف ابن الخزرج قتل يوم اليمامة شهيداً‏.‏

عبد الله بن عدي الأنصاري وى عنه عبيد الله بن عدي بن الخيار أنه شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجل يستأذنه في قتل رجل من المنافقين فقال له‏:‏ ‏"‏ أليس يشهد أن لا إله إلا الله‏.‏

‏"‏ الحديث‏.‏

كذا قال معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عدي بن الخيار عن عبيد الله بن عدي الأنصاري وتابعه جماعة من أصحاب ابن شهاب فقالوا فيه عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عدي بن الخيار‏:‏ إن رجلاً من الأنصار أخبرهم‏.‏

وذكروا قصة الرجل الذي جاء يستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قتل رجل من المنافقين‏.‏

وقد جعل بعض الناس هذا والذي قبله واحداً وذلك غلط خطأ والصواب ما ذكرنا وبالله توفيقنا‏.‏

عبد الله بن عدي بن الحمراء القرشي الزهري من أنفسهم‏.‏

وقيل‏:‏ إنه ثقفي حليف لهم يكنى أبا عمر‏.‏

قال أبو عمر‏:‏ له صحبة ورواية يعد في أهل الحجاز كان ينزل فيما بين قديد وعسفان‏.‏

قال الطبري‏:‏ هو قرشي زهري من أنفسهم وذكره فيمن روى عن النبي صلى الله عليه وسلم من بني زهرة‏.‏

وقال غيره‏:‏ ليس من أنفسهم وذكروا أن شريقاً والد الأخنس بن شريق اشترى عبداً فأعتقه وأنكحه ابنته فولدت له عبد الله وعمر ابني عدي بن الحمراء‏.‏

وقال إسماعيل بن إسحاق القاضي‏:‏ عبد الله بن عدي بن الحمراء قرشي زهري هو الذي سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحزورة قوله في فضل مكة وليس هو عبد الله بن عدي بن الخيار‏.‏

قال أبو عمر رحمه الله تعالى‏:‏ روى عنه أبو سلمة بن عبد الرحمن ومحمد بن جبير بن مطعم وحديثه عند الزهري عن أبي سلمة عن عبد الله بن عدي بن الحمراء قال‏:‏ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو واقف على راحلته بالحزورة في سوق مكة وهو يقول لمكة‏:‏ ‏"‏ والله إنك لخير أرض الله وأحب أرض الله إلى الله ولو أني أخرجت منك ما خرجت ‏"‏‏.‏

هذا لفظ ابن وهب عن يونس بن زيد عن ابن شهاب قال‏:‏ أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن أن عبد الله بن عدي بن الحمراء أخبره أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو واقف‏.‏فذكره عبد الله بن عرفطة بن عدي بن أمية بن خدارة بن عوف بن النجار بن الخزرج الأنصاري شهد بدراً وكان ممن هاجر إلى أرض الحبشة مع جعفر ابن أبي طالب رضي الله عنه هو حليف لبني الحارث بن الخزرج‏.‏

عبد الله بن عكيم الجهني يكنى أبا معبد اختلف في سماعه من النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

من حديثه عنه صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ من علق شيئاً وكل إليه ‏"‏‏.‏

وهو القائل‏:‏ جاءنا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أرض جهينة قبل وفاته بشهر‏:‏ ألا تنتفعوا من الميتة بإهاب ولا عصب‏.‏

يعد في الكوفيين‏.‏

روى عنه عبد الرحمن بن أبي ليلى وهلال الوزان‏.‏

عبد الله بن عمار روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وحديثه مرسل وروى عنه عبد الله بن يربوع‏.‏

عبد الله بن عمر بن الخطاب بن نفيل القرشي العدوي أبو عبد الرحمن قد بلغنا في نسبه عند ذكر أبيه أمه وأم أخته حفصة زينب بنت مظعون بن حبيب الجمحي أسلم مع أبيه وهو صغير لم يبلغ الحلم‏.‏

وقد قيل‏:‏ إن إسلامه كان قبل إسلام أبيه ولا يصح‏.‏

وكان عبد الله بن عمر ينكر ذلك‏.‏

وأصح من ذلك قولهم‏:‏ إن هجرته كانت قبل هجرة أبيه واجتمعوا أنه لم يشهد بدراً واختلف في شهوده أحداً والصحيح أن أول مشاهده الخندق‏.‏

وقال الواقدي‏:‏ كان عبد الله بن عمر يوم بدر ممن لم يحتلم فاستصغره رسول الله صلى الله عليه وسلم ورده وأجازه يوم أحد‏.‏

ويروى عن نافع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رده وقد روي حديث نافع على الوجهين جميعاً وشهد الحديبية وقال بعض أهل السير‏:‏ إنه أول من بايع يومئذ ولا يصح والصحيح أن من بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحديبية تحت الشجرة بيعة الرضوان أبو سنان الأسدي‏.‏

وروى سفيان بن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال‏:‏ أدرك ابن عمر الفتح وهو ابن عشرين سنة يعني فتح مكة‏.‏

وكان رضي الله عنه من أهل الورع والعلم وكان كثير الاتباع لآثار رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

شديد التحري والاحتياط والتوقي في فتواه وكل ما يأخذ به نفسه وكان لا يتخلف عن السرايا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم كان بعد موته مولعاً بالحج قبل الفتنة وفي الفتنة إلى أن مات ويقولون‏:‏ إنه كان من أعلم الصحابة بمناسك الحج‏.‏

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزوجه حفصة بنت عمر‏:‏ ‏"‏ إن أخاك عبد الله رجل صالح لو كان يقوم من الليل ‏"‏ فما ترك ابن عمر بعدها قيام الليل‏.‏

وكان رضي الله عنه لورعه قد أشكلت عليه حروب علي رضي الله عنه وقعد عنه وندم على ذلك حين حضرته الوفاة وسنذكر ذلك في آخر الباب إن شاء الله تعالى‏.‏

وذكر عمر بن شبة قال‏:‏ حدثنا عمر بن قسيط حدثنا أبو المليح الرقي عن ميمون بن مهران عن ابن عمر أنه دخل عليه رجل فسأله عن تلك المشاهد فقال‏:‏ كففت يدي فلم أقدم والمقاتل وقال جابر بن عبد الله‏:‏ ما منا أحد إلا مالت به الدنيا ومال بها ما خلا عمر وابنه عبد الله‏.‏

وقال ميمون بن مهران‏:‏ ما رأيت أروع من ابن عمر ولا أعلم من ابن عباس‏.‏

وروى ابن وهب عن مالك قال‏:‏ بلغ عبد الله بن عمر ستاً وثمانين سنة وأفتى في الإسلام ستين سنة ونشر نافع عنه علماً جما‏.‏

أنبأنا عبد الرحمن قال‏:‏ حدثنا أحمد حدثنا الديلي حدثنا عبد الحميد بن صبيح حدثنا يوسف بن الماجشون عن أبيه وغيره أن مروان بن الحكم دخل في نفر على عبد الله بن عمر بعدما قتل عثمان فعرضوا عليه أن يبايعوا له قال‏:‏ وكيف لي بالناس قال‏:‏ تقاتلهم ونقاتلهم معك‏.‏

فقال‏:‏ والله لو اجتمع علي أهل الأرض إلا أهل فدك ما قاتلتهم‏.‏

قال‏:‏ فخرجوا من عنده ومروان يقول‏:‏ والملك بعد أبي ليلى لمن غلبا قال أبو عمر‏:‏ مات عبد الله بن عمر بمكة سنة ثلاث وسبعين لا يختلفون في ذلك بعد قتل ابن الزبير بثلاثة أشهر أو نحوها‏.‏

وقيل لستة أشهر‏.‏

وكان أوصى أن يدفن في الحل فلم يقدر على ذلك من أجل الحجاج ودفن بذي طوىً في مقبرة المهاجرين وكان الحجاج قد أمر رجلاً فسم زج رمح وزحمه في الطريق ووضع الزج في ظهر قدمه وذلك أن الحجاج خطب يوماً وأخر الصلاة فقال ابن عمر‏:‏ إن الشمس لا تنتظرك فقال له الحجاج‏:‏ لقد هممت أن أضرب الذي فيه عيناك‏.‏

قال‏:‏ إن تفعل فإنك سفيه مسلط‏.‏

وقيل‏:‏ إنه أخفى قوله ذلك عن الحجاج ولم يسمعه وكان يتقدم في المواقف بعرفة وغيرها إلى المواضع التي كان النبي صلى الله عليه وسلم وقف بها فكان ذلك يعز على الحجاج فأمر الحجاج رجلاً معه حربة يقال‏:‏ إنها كانت مسمومة فلما دفع الناس من عرفة لصق به ذلك الرجل فأمر الحربة على قدمه وهي في غرز راحلته فمرض منها أياماً فدخل عليه الحجاج يعوده فقال له‏:‏ من فعل بك يا أبا الرحمن فقال‏:‏ ما تصنع به قال‏:‏ قتلني الله إن لم أقتله‏.‏

قال‏:‏ ما أراك فاعلاً أنت الذي أمرت الذي بخسني بالحربة‏.‏

فقال‏:‏ لا تفعل يا أبا عبد الرحمن‏.‏

وخرج عنه‏.‏

وروي أنه قال للحجاج إذ قال له‏:‏ من فعل بك قال‏:‏ أنت الذي أمرت بإدخال السلاح في الحرم فلبث أياماً ثم مات وصلى عليه الحجاج‏.‏

حدثنا أبو القاسم خلف بن القاسم الحافظ قال‏:‏ حدثنا عبد الله عمر بن إسحاق بن معمر الجوهري قال‏:‏ حدثنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين قال‏:‏ حدثنا أبو سعيد يحيى بن سليمان الجعفي قال‏:‏ حدثنا أسباط بن محمد قال حدثنا عبد العزيز بن سياه عن حبيب بن أبي ثابت عن عبد الله بن عمر قال‏:‏ ما آسى على شيء إلا أني لم أقاتل مع علي وحثنا خلف بن قاسم حدثنا ابن الورد حدثنا يوسف بن يزيد حدثنا أسد بن موسى حدثنا أسباط بن محمد عن عبد العزيز بن سياه عن حبيب ابن أبي ثابت قال‏:‏ قال ابن عمر‏:‏ ما أجدني آسي على شيء فاتني من الدنيا إلا أني لم أقاتل الفئة الباغية مع علي‏.‏

وذكر أبو زيد عمر بن شبة قال‏:‏ حدثنا أبو القاسم الفضل بن دكين وابو أحمد الزبيري قالا‏:‏ حدثنا عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت عن أبيه عن ابن عمر أنه قال حين حضرته الوفاة‏:‏ ما أجد في نفسي من أمر الدنيا شيئاً إلا أني لم أقاتل الفئة الباغية مع علي بن أبي طالب‏.‏

وقال‏:‏ حدثنا أبو أحمد حدثنا عبد الجبار بن العباس عن أبي العنبس عن أبي بكر بن أبي الجهم قال‏:‏ سمعت ابن عمر يقول‏:‏ ما آسى على شيء إلا تركي قتال الفئة الباغية مع علي‏.‏

عبد الله بن عمرو بن بجرة بن خلف بن صداد بن عبد الله بن قرط ابن رزاح بن عدي بن كعب القرشي العدوي‏.‏

أسلم يوم الفتح وقتل يوم اليمامة شهيداً ولا أعلم له رواية ذكره ابن إسحاق وابن عقبة فيمن استشهد يوم اليمامة من بني عدي بن كعب وقال أبو معشر‏:‏ هم بيت من أهل اليمن تبناهم بجرة ابن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي‏.‏

عبد الله بن عمرو الجمحي مدني روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يأخذ من شاربه وظفره يوم الجمعة‏.‏

روى عنه إبراهيم بن قدامة الجمحي‏.‏

فيه نظر‏.‏

عبد الله بن عمرو بن حرام بن ثعلبة بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري يكنى أبا جابر‏.‏

ذكره ابن إسحاق عن معبد ابن كعب عن أبيه كعب أنه قال في حديث ذكره وأنا أنظر إلى عبد الله ابن عمرو بن حرام فقلت‏:‏ يا أبا جابر‏.‏

كان نقيباً وشهد العقبة ثم بدراً وقتل يوم أحد شهيداً قتله أسامة الأعور بن عبيد وقيل‏:‏ بل قتله سفيان بن عبد شمس أبو أبي الأعور السلمي وصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الهزيمة وهو أول قتيل قتل من المسلمين يومئذ ودفن هو وعمرو بن الجموح في قبر واحد كان عمرو بن الجموح على أخته هند بنت عمرو بن حرام هو والد جابر بن عبد الله‏.‏

روى عنه ابنه جابر قال‏:‏ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتختم في يمينه‏.‏

وذكر ابن عيينة‏.‏

عن ابن المنكدر قال‏:‏ سمعت جابراً يقول‏:‏ جيء بأبي يوم أحد إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد مثل به فوضع بين يديه فذهبت أكشف عن وجهه فنهاني قوم فسمعوا صوت صائحة فقيل‏:‏ ابنة عمرو أو أخت عمرو فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ فلا تبكي ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها ‏"‏‏.‏

وروى حماد بن زيد عن أبي سلمة عن أبي نضرة عن جابر قال‏:‏ قتل أبي يوم أحد وجدع أنفه وقطعت أذناه فقمت إليه فحيل بيني وبينه ثم أتي به قبره فدفن مع اثنين في قبره فجعلت ابنته تبكيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ ما زالت الملائكة تظله حتى رفع ‏"‏‏.‏

قال‏:‏ فحفرت له قبراً بعد ستة أشهر فحولته إليه فما أنكرت منه شيئاً إلا شعرات من لحيته كانت مستها الأرض‏.‏

وروى طلحة بن خراش قال‏:‏ سمعت جابر بن عبد الله يقول‏:‏ لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ‏"‏ يا جابر مالي أراك منكسراً مهتماً ‏"‏ قلت‏:‏ يا رسول الله استشهد أبي وترك عيالاً وعليه دين‏.‏

قال‏:‏ ‏"‏ أفلا أبشرك بما لقي الله به أباك ‏"‏ قلت‏:‏ بلى يا رسول الله‏.‏

قال‏:‏ ‏"‏ إن الله أحيا أباك وكلمه كفاحاً وما كلم أحداً قط إلا من وراء حجاب فقال‏:‏ يا عبدي تمن أعطك‏.‏

قال‏:‏ يا رب تردني إلى الدنيا فأقتل فيك ثانيةً‏.‏

فقال الرب تعالى ذكره‏:‏ إنه سبق مني أنهم إليها لا يرجعون‏.‏

قال‏:‏ يا رب فأبلغ من ورائي ‏"‏ فأنزل الله تعالى‏:‏ ‏"‏ ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون ‏"‏ آل عمران 199‏.‏

ذكره بقي بن مخلد قال حدثنا دحي حدثنا موسى بن إبراهيم قال‏:‏ سمعت طلحة بن خراش يذكره‏.‏

قال أبو عمر رحمه الله‏:‏ موسى بن إبراهيم هذا هو موسى بن إبراهيم ابن كثير بن بشير بن الفاكه الأنصاري المدني وطلحة بن خراش أنصاري أيضاً من ولد خراش بن الصمة وكلاهما مدني ثقة‏.‏

وروى ابن عيينة حدثنا محمد بن علي السلمي عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ أعلمت أن الله أحيا أباك فقال له‏:‏ تمن‏.‏

قال‏:‏ أتمنى أن أرد إلى الدنيا فأقتل‏.‏

قال‏:‏ فإني قضيت أنهم إليها لا يرجعون ‏"‏‏.‏

وروى أبو داود الطيالسي حدثنا شعبة أخبرني محمد بن المنكدر قال‏:‏ سمعت جابر بن عبد الله يقول‏:‏ لما جىء بأبي يوم أحد وجاءت عمتي تبكي عليه قال‏:‏ فجعلت أبكي وجعل القوم ينهوني ورسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينهاني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ ابكوه أو لا تبكوه فوالله ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها حتى دفنتموه ‏"‏‏.‏

عبد الله بن عمرو الحضرمي حليف بني أمية‏.‏

قال الواقدي‏:‏ ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

روى عن عمر بن الخطاب‏.‏

عبد الله بن عمرو بن الطفيل ذي النور الأزدي ثم الدوسي‏.‏

قال الحسن بن عثمان‏:‏ كان من فرسان عبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي القرشي السهمي يكنى أبا محمد‏.‏

وقيل‏:‏ يكنى أبا عبد الرحمن‏.‏

وقيل أبو نصير وهي غريبة‏.‏

واما ابن معين فقال‏:‏ كنيته أبو عبد الرحمن والأشهر أبو محمد‏.‏

أمه ريطة بنت منبه بن الحجاج السهمية ولم يفته أبوه في السن إلا باثنتي عشرة ولد لعمرو‏:‏ عبد الله وهو ابن اثنتي عشرة سنة‏.‏

أسلم قبل أبيه وكان فاضلاً حافظاً عالماً قرأ الكتاب واستأذن النبي صلى الله عليه وسلم في أن يكتب حديثه فأذن له قال‏:‏ يا رسول الله أكتب كل ما أسمع منك في الرضا والغضب قال‏:‏ ‏"‏ نعم فإني لا أقول إلا حقاً ‏"‏‏.‏

وقال أبو هريرة‏:‏ ما كان أحد أحفظ لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم مني إلا عبد الله بن عمرو فإنه كان يعي بقلبه وأعي بقلبي وكان يكتب وانا لا أكتب استأذن رسول الله صلى وروى شفي الأصبحي عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال‏:‏ حفظت عن النبي صلى الله عليه وسلم ألف مثل‏.‏

وكان يسرد الصوم ولا ينام بالليل فشكاه أبوه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ إن لعينك عليك حقاً وإن لأهلك عليك حقاً قم ونم وصم وأفطر‏.‏

صم ثلاثة أيامٍ من كل شهرٍ فذلك صيام الدهر ‏"‏ فقال‏:‏ إني أطيق أكثر من ذلك فلم يزل يراجعه في الصيام حتى قال له‏:‏ ‏"‏ لا صوم أفضل من صوم داود وكان يصوم يوماً ويفطر يوماً ‏"‏‏.‏

فوقف عبد الله عند ذلك وتمادى عليه‏.‏

ونازل رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضاً في ختم القرآن فقال‏:‏ اختمه في شهر فقال‏:‏ أني أطيق أفضل من ذلك فلم يزل يراجعه حتى قال‏:‏ لا تقرأه في أقل من سبع‏.‏

وبعضهم يقول في حديثه هذا‏:‏ أقل من خمس والأكثر على أنه لم ينزل من سبع فوقف عند ذلك واعتذر رضي الله عنه من شهوده صفين واقسم أنه لم يرم فيها برمح ولا سهم وأنه إنما شهدها لعزمة أبيه عليه في ذلك وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له‏:‏ ‏"‏ أطع أباك ‏"‏‏.‏

حدثنا خلف بن قاسم حدثنا عبد الله بن عمرو الجوهري حدثنا أحمد بن محمد بن الحجاج‏.‏

حدثني يحيى بن سليمان حدثنا الخصيب بن ناصح البصري حدثنا نافع بن عمرو الجمحي عن ابن أبي مليكة عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه كان يقول‏:‏ مالي ولصفين مالي ولقتال المسلمين والله لوددت أني مت قبل هذا بعشر سنين ثم يقول‏:‏ أما والله ما ضربت فيها بسيف ولا طعنت برمح ولا رميت بسهم ولوددت أني لم أحضر شيئاً منها وأستغفر الله عز وجل عن ذلك وأتوب إليه إلا أنه ذكر أنه كانت بيده الراية يومئذٍ فندم ندامةً شديدة على قتاله مع معاوية وجعل يستغفر الله ويتوب إليه‏.‏

وحدثنا خلف قال حدثنا عبد الله قال‏:‏ حدثنا أحمد بن محمد قال‏:‏ حدثنا سعيد بن أبي مريم حدثنا نافع بن عمرو الجمحي حدثني ابن أبي مليكة إن عبد الله بن عمرو بن العاص قال‏:‏ مالي وقتال المسلمين ولصفين لوددت أني مت قبله بعشر سنين أما والله على ذلك ما رميت بسهم ولا طعنت برمح ولا ضربت بسيف وذكره إلى آخره‏.‏

واختلف في وقت وفاته فقال أحمد بن حنبل‏:‏ مات عبد الله بن عمرو بن العاص ليالي الحرة في ولاية يزيد بن معاوية وكانت الحرة يوم الأربعاء لليلتين بقيتا من ذي الحجة سنة ثلاث وستين‏.‏

وقال غيره‏:‏ مات بمكة سنة سبع وستين وهو ابن اثنتين وسبعين سنة‏.‏

وقال غيره‏:‏ مات سنة ثلاث وسبعين‏.‏

وقال يحيى بن عبد الله بن بكير‏:‏ مات بأرضه بالسبع من فلسطين سنة خمس وستين‏.‏

وقيل‏:‏ إن عبد الله بن عمرو بن العاص توفي سنة خمس وخمسين بالطائف‏.‏

وقيل‏:‏ إنه عبد الله بن عمرو بن قيس بن زيد بن سواد بن مالك بن غنم بن النجار أبو أبي‏.‏

ابن أم حرام وغلب عليه ابن أم حرام وقد تقدم ذكره في صدر العبادلة وهو ابن خالة أنس بن مالك أمه أم حرام بنت ملحان وربيب عبادة بن الصامت‏.‏

عمر حتى روى عنه إبراهيم بن أبي عبلة‏.‏

يعد في الشاميين‏.‏

عبد الله بن عمرو بن مليل له صحبة‏.‏

عبد الله بن عمرو بن وقدان يقال له‏:‏ عبد الله بن السعدي واسم ابيه السعدي عمرو بن وقدان بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي القرشي العامري قيل لأبيه السعدي لأنه استرضع له في بني سعد بن بكر‏.‏

عبد الله بن عمرو بن هلال المزني والد علقمة وبكر ابني عبد الله المزني هو أحد البكائين الذين نزلت فيهم‏:‏ ‏"‏ ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزناً ألا يجدوا ما ينفقون ‏"‏ التوبة 92 الآية‏.‏

وكانوا ستة نفر روى عنه ابنه علقمة وابن بريدة له صحبة ورواية وكان ابنه بكر من أجلة أهل البصرة وكان يقال‏:‏ الحسن شيخها وبكر فتاها‏.‏

عبد الله بن عمرو بن وهب بن ثعلبة بن وقش بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة الأنصاري الساعدي قتل يوم أحد شهيداً‏.‏

قال أبو عمر رحمه الله‏:‏ كل من كان من بني طريف فهو من رهط سعد بن معاذ‏.‏

عبد بن عمير الأشجعي سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏ إذا خرج عليكم خارج يشق عصا المسلمين ويفرق جمعهم فاقتلوه ‏"‏‏.‏

ما أستثنى أحداً‏.‏

عبد الله بن عمير الأنصاري الخطمي‏.‏

من بني خطمة بن جشم بن مالك بن الأوس‏.‏

روى عنه عروة بن الزبير يعد في أهل المدينة وكان أعمى يؤم قومه بني خطمة وجاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أعمى‏.‏

عبد الله بن عمير السدوسي حديثه عند عمرو بن سفيان بن عبد الله بن عمير السدوسي عن أبيه عن جده‏.‏

عبد الله بن عمير بن عدي بن أمية بن خدارة بن عوف بن الحارث بن الخزرج الأنصاري شهد بدراً في عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة واسم أبي ربيعة عمرو بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم ولد بأرض الحبشة يكنى أبا الحارث حفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه وروى عن عمر وغيره فما روى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض بيوت آل أبي ربيعة إما لعيادة مريض أو لغير ذلك فقالت له أسماء بنت مخربة التميمية وكانت تكنى أم الجلاس وهي أم عياش بن أبي ربيعة‏:‏ يا رسول الله ألا توصيني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ يا أم الجلاس ائتي إلى أختك ما تحبين أن تأتي إليك ثم أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بصبي من ولد عياش فذكرت أم الجلاس لرسول الله صلى الله عليه وسلم مرضاً بالصبي فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعل يرقيه ويتفل عليه وجعل الصبي يتفل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل بعض أهل البيت ينتهر الصبي ورسول الله صلى الله عليه وسلم يكفهم عن ذلك‏.‏

روى عنه ابنه الحارث بن عبد الله ونافع مولى عبد الله بن عمر‏.‏

عبد الله بن غالب الليثي من كبار الصحابة بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعثٍ سنة اثنتين من الهجرة‏.‏

عبد الله بن غنام البياضي حديثه عند ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن عبد الله بن عنبسة عن عبد الله بن غنام أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏ من قال حين يصبح‏:‏ اللهم ما أصبح بي من نعمةٍ فمنك وحدك لا شريك لك لك الحمد ولك الشكر فقد أدى شكر يومه ومن قال ذلك حين يمشي فقد أدى شكر ليلته ‏"‏ عبد الله بن فضالة الليثي أبو عائشة‏.‏

روى عنه أنه قال‏:‏ ولدت في الجاهلية فعق أبي عني بفرس‏.‏

وهو إسناد ليس بالقائم‏.‏

واختلف في إتيانه النبي صلى الله عليه وسلم فروى مسلمة بن علقمة عن داود بن أبي هند عن أبي حرب بن أبي الأسود عن عبد الله فضالة أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم ورواه خالد الواسطي عن زهير بن أبي إسحاق عن داود بن أبي هند عن أبي حرب بن أبي الأسود‏.‏

عن عبد الله بن فضالة عن أبيه وهو أصح إن شاء الله تعالى ولا يختلف في صحبة أبيه فضالة وقد ذكرناه في بابه والحمد لله تعالى‏.‏

وقال البخاري‏:‏ قال أبو عاصم الضرير البصري حدثنا أبو عاصم موسى بن عمران الليثي عن عاصم بن الحدثان الليثي عن عبد الله بن فضالة قال‏:‏ ولدت في الجاهلية فعق أبي عني بفرس‏.‏

قال خليفة‏:‏ كان عبد الله بن فضالة الليثي على قضاء البصرة يكنى أبا عائشة‏.‏

قال أبو عمر رحمه الله‏:‏ ما رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم فهو عندهم مرسل على أنه قد أتى النبي صلى الله عليه وسلم وقد رآه‏.‏

عبد الله بن قارب الثقفي ويقال عبد الله بن مأرب والصحيح قارب‏.‏

حديثه عند إبراهيم بن عميرة عن وهب بن عبد الله بن قارب عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ يرحم الله المحلقين‏.‏

‏"‏ الحديث‏.‏

عبد الله بن أبي قحافة أبو بكر الصديق رضي الله عنهما‏.‏

كان اسمه في الجاهلية عبد الكعبة فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله‏.‏

هذا قول أهل النسب‏:‏ الزبيري وغيره‏.‏

واسم أبيه أبي قحافة‏:‏ عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر القرشي التيمي‏.‏

وأمه أم الخير بنت صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة واسمها‏:‏ سلمى‏.‏

قال محمد بن سلام‏:‏ قلت لابن دأب‏:‏ من أم أبي بكر الصديق رضي الله عنه فقال‏:‏ أم الخير هذا اسمها‏.‏

قال أبو عمر رحمه الله‏:‏ لا يختلفون أن أبا بكر رضي الله عنه شهد بدراً بعد مهاجرته مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة وأنه لم يكن رفيقه من أصحابه في هجرته غيره وهو كان مؤنسه في الغار إلى أن خرج معه مهاجرين‏.‏

وهو أول من أسلم من الرجال في قول طائفة من أهل العلم بالسير والخبر وأول من صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما ذكر أولئك‏.‏

وكان يقال له‏:‏ عتيق واختلف العلماء في المعنى الذي قيل له به عتيق‏.‏

فقال الليث بن سعد وجماعة معه‏:‏ إنما قيل له عتيق لجماله وعتاقة وجهه‏.‏

وقال مصعب الزبيري وطائفة من أهل النسب‏:‏ إنما سمى أبو بكر عتيقاً لأنه لم يكن في نسبه شيء يعاب به‏.‏

وقال آخرون‏:‏ كان له أخوان أحدهما‏:‏ يسمى عتيقاً مات عتيق قبله فسمي باسمه‏.‏

وقال آخرون‏:‏ إنما سمي عتيقاً لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏ من سره أن ينظر إلى عتيق من النار فلينظر إلى هذا ‏"‏‏.‏

فسمي عتيقاً بذلك‏.‏

وحدثنا خلف بن قاسم حدثنا أبو الميمون البجلي قال حدثنا أبو زرعة الدمشقي وحدثني عبد الوارث بن سفيان واللفظ له وحديثه أتم‏.‏

قال‏:‏ حدثنا ابن اصبغ حدثنا أحمد بن زهير حدثنا سعيد بن منصور حدثنا صالح بن موسى حدثنا موسى بن إسحاق عن عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين قالت‏:‏ إني لفي بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحاب بالفناء وبيني وبينهم الستر إذ أقبل أبو بكر رضي الله عنه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ من سره أن ينظر إلى عتيق من النار فلينظر إلى هذا ‏"‏‏.‏

قالت‏:‏ وإن اسمه الذي سماه به أهله لعبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو‏.‏

وحدثني خلف بن قاسم حدثنا أحمد بن محبوب حدثنا محمد بن عبدوس حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا شيخ لنا حدثنا مجالد عن الشعبي قال‏:‏ سألت ابن عباس أو سئل‏:‏ أي الناس كان أول إسلاماً فقال‏:‏ أما سمعت قول حسان‏:‏ إذا تذكرت شجواً من أخي ثقةٍ فاذكر أخاك أبا بكرٍ بما فعلا خير البرية أتقاها وأعدلها بعد النبي وأوفاها بما حملا والثاني التالي المحمود مشهده وأول الناس ممن صدق الرسلا ويروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لحسان‏:‏ ‏"‏ هل قلت في أبي بكرٍ شيئاً ‏"‏ قال‏:‏ والثاني اثنين في الغار المنيف وقد طاف العدو به إذ صعدوا الجبلا فسر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فقال‏:‏ ‏"‏ أحسنت يا حسان ‏"‏‏.‏

وقد روى فيها بيت خامس‏:‏ وكان حب رسول الله قد علموا خير البرية لم يعدل به رجلا وروى شعبة عن عمرو بن مرة عن إبراهيم النخعي‏.‏

قال‏:‏ أبو بكر أول من أسلم‏.‏

واختلف في مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أبي بكر في الغار فقيل‏:‏ مكثا فيه ثلاثاً يروي ذلك عن مجاهد‏.‏

وقد روى في حديث مرسل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏ مكثت مع صاحبي في الغار بضعة عشر يوماً ما لنا طعام إلا ثمر البرير ‏"‏ يعني الأراك وهذا غير صحيح عند أهل العلم بالحديث والأكثر على ما قاله مجاهد‏.‏

والله أعلم‏.‏

وروى الجريري عن أبي نضرة قال‏:‏ قال أبو بكر لعلي رضي الله عنهما‏:‏ أنا أسلمت قبلك‏.‏

في حديث ذكره فلم ينكر عليه ومما قيل في أبي بكر رضي الله عنه قول أبي الهيثم بن التيهان فيما ذكروا‏:‏ وإني لأرجو أن يقوم بأمرنا ويحفظه الصديق والمرء من عدي أولاك خيار الحي فهر بن مالكٍ وأنصار هذا الدين من كل معتدي وقال فيه أبو محجن الثقفي‏:‏ وسميت صديقاً وكل مهاجرٍ سواك يسمى باسمه غير منكر وبالغار إذ سميت بالغار صاحباً وكنت رفيقاً للنبي المطهر وسمي الصديق لبداره إلى تصديق رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل ما جاء به صلى الله عليه وسلم‏.‏

وقيل‏:‏ بل قيل له الصديق لتصديقه له في خبر الإسراء‏.‏

وقد ذكرنا الخبر بذلك في غير هذا الموضع‏.‏

وكان في الجاهلية وجيهاً رئيساً من رؤساء قريش وإليه كانت الأشناق في الجاهلية والأشناق‏:‏ الديات كان إذا حمل شيئاً قالت فيه قريش‏:‏ صدقوه وأمضوا حمالته وحمالة من قام معه أبو بكر وإن احتملها غيره خذلوه ولم يصدقوه‏.‏

وأسلم على يد أبي بكر‏:‏ الزبير وعثمان وطلحة وعبد الرحمن بن عوف‏.‏

وروى سفيان بن عيينة عن هشام بن عروة عن أبيه قال‏:‏ أسلم أبو بكر وله أربعون ألفاً أنفقها كلها على رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبيل الله‏.‏

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ ما نفعني مال ما نفعني مال أبي بكرٍ ‏"‏‏.‏

وأعتق أبو بكر سبعة كانوا يعذبون في الله منهم‏:‏ بلال وعامر بن فهيرة‏.‏

وفي حديث التخيير قال علي رضي الله عنه‏:‏ فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المخير وكان أبو بكر أعلمنا به‏.‏

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ دعوا لي صاحبي فإنكم قلتم لي‏:‏ كذبت وقال لي‏:‏ صدقت ‏"‏‏.‏

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في كلام البقرة والذئب‏:‏ ‏"‏ آمنت بهذا أنا وأبو بكر وعمر وما هما ثم علما بما كانا عليه من اليقين والإيمان‏.‏

وقال عمرو بن العاص‏:‏ يا رسول الله من أحب الناس إليك قال‏:‏ ‏"‏ عائشة ‏"‏ قلت‏:‏ من الرجال قال‏:‏ ‏"‏ أبوها ‏"‏‏.‏

وروى مالك عن سالم بن أبي النضر عن عبيد بن حنين عن أبي سعيد الخدري قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ إن من آمن الناس علي في صحبته وماله أبو بكرٍ ولو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكرٍ خليلاً ولكن أخوة الإسلام لا تبقين في المسجد خوخة إلا خوخة أبي بكرٍ ‏"‏‏.‏

روى سفيان بن عيينة عن الوليد بن كثير عن ابن عبدوس عن أسماء بنت أبي بكر أنهم قالوا لها‏:‏ ما أشد ما رأيت المشركين بلغوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت‏:‏ كان المشركون قعوداً في المسجد الحرام فتذاكروا رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يقول في آلهتهم فبينما هم كذلك إذ دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد فقاموا إليه وكانوا إذا سألوه عن شيء صدقهم فقالوا‏:‏ ألست تقول في آلهتنا كذا وكذا قال‏:‏ ‏"‏ بلى ‏"‏ قال فتشبثوا به بأجمعهم فأتى الصريخ إلى أبي بكر فقيل له‏:‏ أدرك صاحبك‏.‏

فخرج أبو بكر حتى دخل المسجد فوجد رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس مجتمعون عليه فقال‏:‏ ويلكم أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم قال‏:‏ فلهوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم واقبلوا على أبي بكر يضربونه‏.‏

قالت‏:‏ فرجع إلينا فجعل لا يمس شيئاً من غدائره إلا جاء معه وهو يقول‏:‏ تباركت يا ذا الجلال والإكرام‏.‏

وروينا من وجوه عن أبي أمامة الباهلي قال‏:‏ حدثني عمرو بن عبسة قال‏:‏ أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو نازل بعكاظ فقلت‏:‏ يا رسول الله من اتبعك على هذا الأمر قال‏:‏ ‏"‏ حر وعبد‏:‏ أبو بكرٍ وبلال ‏"‏‏.‏

قال‏:‏ فأسلمت عند ذلك‏.‏

فذكر الحديث‏.‏

أخبرني أحمد بن قاسم بن عبد الرحمن التاهرتي البزار قال‏:‏ حدثنا قاسم بن أصبغ قال‏:‏ حدثني الحارث بن أبي أسامة ومحمد بن إسماعيل الترمذي حدثنا زياد بن أيوب البغدادي أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا همام قال‏:‏ حدثنا ثابت عن أنس أن أبا بكر الصديق حدثه قال‏:‏ قلت للنبي صلى الله عليه وسلم ونحن في الغار‏:‏ لو أن أحدهم ينظر إلى قدميه لأبصرنا تحت قدميه‏.‏

فقال‏:‏ ‏"‏ يا أبا بكرٍ ما ظنك باثنين الله ثالثهما ‏"‏‏.‏

وروينا أن رجلاً من أبناء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في مجلس فيه القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق‏:‏ والله ما كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم من موطن إلا وعلي معه فيه‏.‏

فقال القاسم‏:‏ يا أخي لا تحلف‏.‏

قال‏:‏ هلم‏.‏

قال‏:‏ بلى ما ترده‏.‏

قال الله تعالى‏:‏ ‏"‏ ثاني اثنين إذ هما في الغار ‏"‏‏.‏

التوبة 41‏.‏

واستخلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم على امته من بعده بما أظهر من الدلائل البينة على محبته في ذلك وبالتعريض الذي يقوم مقام التصريح ولم يصرح بذلك لأنه لم يؤمر فيه بشيء وكان لا يصنع شيئاً في دين الله إلا بوحي والخلافة ركن من أركان الدين‏.‏

ومن الدلائل الواضحة على ما قلنا ما حدثنا سعيد بن نصر وعبد الوارث بن سفيان قالا‏:‏ حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا أحمد بن زهير حدثنا منصور بن سلمة الخزاعي وأخبرنا أحمد ابن عبد الله حدثنا الميمون بن حمزة الحسيني بمصر‏.‏

وحدثنا الطحاوي حدثنا المزني حدثنا الشافعي قال‏:‏ أنبأنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال‏:‏ أتت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألته عن شيء فأمرها أن ترجع إليه فقالت‏:‏ يا رسول الله أرأيت إن جئت فلم أجدك تعني الموت‏.‏

فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ إن لم تجديني فأتي أبا بكر ‏"‏‏.‏

قال الشافعي‏:‏ في هذا الحديث دليل على أن الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر‏.‏

وروى الزهري عن عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن عن أبيه عن عبد الله بن زمعة بن الأسود قال‏:‏ كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عليل فدعاه بلال إلى الصلاة فقال لنا‏:‏ ‏"‏ مروا من يصلي بالناس ‏"‏‏.‏

قال‏:‏ فخرجت فإذا عمر في الناس وكان أبو بكر غائباً فقلت‏:‏ قم يا عمر فصل بالناس فقام عمر فلما كبر سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوته وكان مجهراً فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ فأين أبو بكرٍ يأبى الله ذلك والمسلمون ‏"‏‏.‏

فبعث إلى أبي بكر فجاءه بعد أن صلى عمر تلك الصلاة فصلى بالناس طول علته حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

وهذا أيضاً واضح في ذلك‏.‏

حدثنا سعيد بن نصر حدثنا قاسم بن أصبغ قال‏:‏ حدثنا إسماعيل ابن إسحاق القاضي حدثنا محمد بن كثير حدثنا سفيان بن سعيد عن عبد الملك بن عمير عن مولى لربعى بن حراش عن ربعي بن حراش عن حذيفة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ اقتدوا باللذين من بعدي‏:‏ أبي بكرٍ وعمر واهتدوا بهدي عمارٍ وتمسكوا بعهد ابن أم عبدٍ ‏"‏‏.‏

حدثنا عبد الوارث بن سفيان ويعيش بن سعيد قالا‏:‏ حدثنا قاسم بن أصبغ قال‏:‏ حدثنا أبو بكر بن محمد بن أبي العوام قال‏:‏ حدثني أبي أحمد بن يزيد بن أبي العوام قال‏:‏ حدثنا محمد بن يزيد الواسطي قال‏:‏ حدثنا إسماعيل بن خالد عن زر عن عبد الله بن مسعود قال‏:‏ كان رجوع الأنصار يوم سقيفة بني ساعدة بكلام قاله عمر بن الخطاب‏:‏ أنشدتكم الله‏.‏

هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أبا بكر أن يصلي بالناس قالوا‏:‏ اللهم نعم‏.‏

قال‏:‏ فأيكم تطيب نفسه أن يزيله عن مقامٍ أقامه فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا‏:‏ كلنا لا تطيب نفسه ونستغفر الله‏.‏

وروى إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد قال‏:‏ قال عبد الله بن مسعود‏:‏ اجعلوا إمامكم خيركم فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل إمامنا خيرنا بعده‏.‏

وروى الحسن البصري عن قيس بن عبادة قال‏:‏ قال لي علي بن أبي طالب‏:‏ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرض ليالي وأياماً ينادي بالصلاة فيقول‏:‏ ‏"‏ مروا أبا بكرٍ يصلي بالناس ‏"‏ فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم نظرت فإذا الصلاة علم الإسلام وقوام الدين فرضينا لدنيانا من رضي رسول الله صلى الله عليه وسلم لديننا فبايعنا أبا بكر‏.‏

وقد ذكرنا هذا الخبر وكثيراً مثله في معناه عند قول رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ مروا ابا بكرٍ فليصل بالناس ‏"‏ وأوضحنا ذلك في التمهيد والحمد لله‏.‏

وكان أبو بكر يقول‏:‏ أنا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذلك كان يدعى‏:‏ يا خليفة رسول الله‏.‏

وكان عمر يدعى خليفة أبي بكر صدراً من خلافته حتى تسمى بأمير المؤمنين قرأت على أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن حكم يعرف بابن البغوي أن محمد بن معاوية أخبرهم قال‏:‏ حدثنا الفضل بن الحباب الجشمي حدثنا أبو الوليد الطيالسي حدثنا نافع بن عمر الجمحي عن ابن أبي مليكة قال‏:‏ قال رجل لأبي بكر‏:‏ يا خليفة الله قال‏:‏ لست بخليفة الله‏.‏

قال ولكني أنا خليفة رسول الله وأنا راضٍ بذلك‏.‏

حدثنا خلف بن قاسم وعلي بن إبراهيم قالا‏:‏ حدثنا الحسن بن رشيق حدثنا علي بن سعيد بن نصير أبو كريب حدثنا عبيد بن حسان الصيدلاني حدثنا مسعر بن كدام عن عبد الملك بن مسيرة عن النزال بن سبرة عن علي قال‏:‏ خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر‏.‏

وروى محمد بن الحنفية وعبد خير وأبو جحيفة عن علي مثله‏.‏

وكان علي رضي الله عنه يقول‏:‏ سبق رسول الله صلى الله عليه وسلم وثنى أبو بكر وثلث عمر ثم حفتنا فتنة يعفو الله فيها عمن يشاء‏.‏

وقال عبد خير‏:‏ سمعت علياً يقول‏:‏ رحم الله أبا بكر كان أول من جمع بين اللوحين‏.‏

وروينا عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب من وجوه أنه قال‏:‏ ولينا أبو بكر فخير خليفة أرحمه بنا وأحناه علينا‏.‏

وقال مسروق‏:‏ حب أبي بكر وعمر ومعرفة فضلهما من السنة‏.‏

وكان أبو بكر رجلاً نحيفاً أبيض خفيف العارضين أجنأ لا تستمسك أزرته تسترخي عن حقوبه معروق الوجه غائر العينين ناتىء الجبهة عاري الأشاجع هكذا وصفته ابنته عائشة رضي الله عنها وبويع له بالخلافة في اليوم الذي مات فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم في سقيفة بني ساعدة ثم بويع البيعة العامة يوم الثلاثاء من غد ذلك اليوم وتخلف عن بيعته سعد بن عبادة وطائفة من الخزرج وفرقة من قريش ثم بايعوه بعد غير سعد‏.‏

وقيل‏:‏ إنه لم يتخلف عن بيعته يومئذ أحد من قريش وقيل‏:‏ إنه تخلف عنه من قريش‏:‏ علي والزبير وطلحة وخالد بن سعيد بن العاص ثم بايعوه بعد وقد قيل‏:‏ إن علياً لم يبايعه إلا بعد موت فاطمة ثم لم يزل سامعاً مطيعاً له يثني عليه ويفضله‏.‏

حدثنا محمد بن عبد الملك حدثنا ابن الأعرابي حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني حدثنا يزيد ابن هارون وأبو قطن وأبو عبادة ويعقوب الحضرمي واللفظ ليزيد قالوا‏:‏ حدثنا محمد بن طلحة عن أبي عبيدة بن الحكم عن الحكم بن جحل قال‏:‏ قال علي رضي الله عنه لا يفضلني أحد على أبي بكر وعمر إلا جلدته حد المفتري‏.‏

حدثنا خلف بن قاسم حدثنا عبد الله بن عمر حدثنا أحمد بن محمد بن الحجاج حدثنا يحيى بن سليمان حدثنا إسماعيل بن علية حدثنا أيوب السختياني عن محمد بن سيرين قال‏:‏ لما بويع أبو بكر الصديق أبطأ علي عن بيعته وجلس في بيته فبعث إليه أبو بكر ما أبطأ بك عني أكرهت إمارتي فقال علي‏:‏ ما كرهت إمارتك ولكني آليت ألا أرتدي ردائي إلا إلى صلاة حتى أجمع القرآن‏.‏

قال ابن سيرين‏:‏ فبلغني أنه كتب على تنزيله ولو أصيب ذلك الكتاب لوجد فيه علم كثير‏.‏

وذكر عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن عكرمة قال‏:‏ لما بويع لأبي بكر تخلف علي عن بيعته وجلس في بيته فلقيه عمر فقال‏:‏ تخلفت عن بيعة أبي بكر فقال‏:‏ إني آليت بيمين حين قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أرتدي بردائي إلا إلى الصلاة المتكوبة حتى أجمع القرآن فإني خشيت أن ينفلت ثم خرج فبايعه‏.‏

وقد ذكرنا جمع علي القرآن في بابه أيضاً من غير هذا الوجه والحمد لله‏.‏

وذكر ابن المبارك عن مالك بن مغول عن أبي الخير قال‏:‏ لما بويع لأبي بكر جاء أبو سفيان بن حرب إلى علي فقال‏:‏ غلبكم على هذا الأمر أرذل بيت في قريش أما والله لأملأنها خيلاً ورجالاً قال‏:‏ فقال علي‏:‏ ما زلت عدوا للإسلام وأهله فما ضر ذلك الإسلام وأهله شيئاً وإنا رأينا أبا بكر لها أهلاً وهذا الخبر مما رواه عبد الرزاق عن ابن المبارك‏.‏

حدثنا محمد بن أحمد حدثنا محمد بن أيوب حدثنا أحمد بن عمرو البزار حدثنا أحمد بن يحيى حدثنا محمد بن نسير حدثنا عبد الله بن عمر عن زيد بن أسلم عن أبيه أن علياً والزبير كانا حين بويع لأبي بكر يدخلان على فاطمة فيشاورانها ويتراجعان في أمرهم فبلغ ذلك عمر فدخل عليها عمر فقال‏:‏ يا بنت رسول الله والله ما كان من الخلق أحد أحب إلينا من أبيك وما أحد أحب إلينا بعده منك ولقد بلغني أن هؤلاء النفر يدخلون عليك ولئن بلغني لأفعلن ولأفعلن‏.‏

ثم خرج وجاءوها فقالت لهم‏:‏ إن عمر قد جاءني وحلف لئن عدتم ليفعلن وايم الله ليفين بها فانظروا في أمركم ولا ترجعوا إلي‏.‏

فانصرفوا فلم يرجعوا حتى بايعوا لأبي بكر‏.‏

وحدثنا أحمد بن محمد حدثنا أحمد بن الفضل حدثنا محمد بن جرير حدثنا محمد بن سلمة عن ابن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر أن خالد بن سعيد لما قدم من اليمن بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم تربص ببيعته لأبي بكر شهرين ولقي علي بن أبي طالب وعثمان بن عفان وقال‏:‏ يا بني عبد مناف لقد طبتم نفساً عن أمركم يليه غيركم فأما أبو بكر فلم يحفل بها وأما عمر فاضطغنها عليه فلما بعث أبو بكر خالد بن سعيد أميراً على ربع من أرباع الشام وكان أول من استعمل عليها فجعل عمر يقول‏:‏ أتؤمره وقد قال ما قال فلم يزل بأبي بكر حتى عزله وولى يزيد بن أبي سفيان وقال ابن أبي عزة القرشي الجمحي‏:‏ شكراً لمن هو بالثناء خليق ذهب اللجاج وبويع الصديق من بعد ما ركضت بسعدٍ بغله ورجا رجاءً دونه العيوق وأبو عبيدة والذين إليهم نفس المؤمل للبقاء تتوق كنا نقول لها علي والرضا عمر وأولاهم بتلك عتيق فدعت قريش باسمه فأجابها إن المنوه باسمه الموثوق وحدثنا خلف بن قاسم حدثنا الحسن بن رشيق حدثنا أبو بشر الدولابي حدثنا إبراهيم حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا الوليد بن كثير عن ابن صياد عن سعيد بن المسيب قال‏:‏ لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتجت مكة فسمع بذلك أبو قحافة فقال‏:‏ ما هذا قالوا‏:‏ قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ أمر جلل قال‏:‏ فمن ولى بعده قالوا‏:‏ ابنك قال‏:‏ فهل رضيت بذلك بنو عبد مناف وبنو المغيرة قالوا‏:‏ نعم‏.‏

قال‏:‏ لا مانع لما أعطى الله ولا معطى لما منعه الله‏.‏

ومكث أبو بكر في خلافته سنتين وثلاثة أشهر إلا خمس ليالٍ‏.‏

وقيل‏:‏ سنتين وثلاثة أشهر وسبع ليال‏.‏

وقال ابن إسحاق‏:‏ توفي أبو بكر على رأس سنتين وثلاثة أشهر وسبع ليال‏.‏

وقال ابن إسحاق‏:‏ توفى أبو بكر على رأس سنتين وثلاثة أشهر واثنتي عشرة ليلة من متوفى رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

وقال غيره‏:‏ وعشرة أيام وقال غيره أيضاً‏:‏ وعشرين يوماً فقام بقتال أهل الردة وظهر من فضل رأيه في ذلك وشدته مع لينه ما لم يحتسب فأظهر الله به دينه واختلف في السبب الذي مات منه فذكر الواقدي أنه اغتسل في يوم بارد فحم ومرض خمسة عشر يوماً‏.‏

قال الزبير بن بكار‏:‏ كان به طرف من السل‏.‏

وروى عن سلم بن أبي مطيع أنه سم والله أعلم‏.‏

واختلف أيضاً في حين وفاته فقال ابن إسحاق‏:‏ توفي يوم الجمعة لتسع ليال بقين من جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة‏.‏

وقال غيره من أهل السير‏:‏ مات عشي يوم الاثنين‏.‏

وقيل ليلة الثلاثاء‏.‏

وقيل عشي يوم الثلاثاء لثمان بقين من جمادى الآخرة‏.‏

هذا قول أكثرهم‏.‏

وأوصى أن تغسله أسماء بنت عميس زوجته فغسلته وصلى عليه عمر بن الخطاب ونزل في قبره عمر وعثمان وطلحة وعبد الرحمن بن أبي بكر ودفن ليلاً في بيت عائشة رضي الله عنها مع النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

ولا يختلفون أن سنه انتهت إلى حين وفاته ثلاثاً وستين سنة إلا ما لا يصح وأنه استوفى بخلافته بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم سن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان نقش خاتمه‏:‏ نعم القادر الله فيما ذكر الزبير بن بكار وقال غيره‏:‏ كان نقش خاتمه‏:‏ عبد ذليل لرب جليل‏.‏

وروى سفيان بن حسين عن الزهري قال‏:‏ سألني عبد الملك بن مروان فقال‏:‏ أرأيت هذه الأبيات التي تروى عن أبي بكر فقلت له‏:‏ إنه لم يقلها حدثني عروة عن عائشة أن أبا بكر لم يقل بيت شعر في الإسلام حتى مات وأنه كان قد حرم الخمر في الجاهلية هو وعثمان رضي الله عنهما‏.‏